و كلّما زاد في العُمر ِ نَفَسٌ
أتعَلَّمُ يا أمي
أنّ حضنكِ أجمــل اوطاني ... و ثراكِ جناني
تعلمتُ ان أشُمّ رائحة الجنة ... في بسماتكِ و دعوات رضاكِ
تعلمتُ أنِّي إلى زوالٍ قريب ... و لا باقي يُجدي غير الصّالحات
و لا خيار في المســار...
و إن سرتُ وحدي
و لَكَمْ شهِق قلبي توجساً في غُربتي
و لكن أغمضت دون الخوفِ جفن فؤادي
و مضيتــ ... و الحياة تتسع بـ عمقُ و الحُفر كثيرة
و لا أصدقاء جادو بــ الوفاء كــ مثلِ دعواتكِ الصّادقة البيضاء
و زوايايا العــامرة بــ رضاكِ
تعلمتُ يــا امي ان أدسَّ في جيوبِ أيامي
سكاكر العطــاءِ و الخير
و وريقات أمــلِ و ربيع .. أنثرها خضراء مدّ طرفي
لــ كلِّ من حولي
أنّ أحمل في حقائب أسفاري مصابيح ضياء و تراتيلَ رقيقة عذبــة
ألقيها في وجوهٍ
سرقت الأيام بسمتها
تعلمتُ قطع جريان دمعي الدّائم بصبِّ ماء طهور أستقبل بعده القبلة
لأطلق عنان كفاي و ابصر بقلبي الهناء
و الضيقُ الذي ظلّ ينهش فــؤادي ... يكسر جسور أملي .. يُثني عزائمي
ضيقتُ عنه بذكر ربّي حتى أدبــر و ولى
و القُلوبُ الضعيفة التي تتسارعُ مجتمعة عن شمالي و يميني
تبشُ لإنكسارتي و بكاءاتي
مُطلقة كــواسر حقدها و ضغينتها في سماواتِ أحلامي
تعلّمتُ تسديد دعائي سهــاماً تُشغلها بنفسها
حتى من غيبهم الثّرى احملهم في رأسي على مقاعد من حنين
و عند الله يكون اللقاء
و تعلمتُ ان أكون حديثا غامضا تقرأه إلاّ عيناكِ
0 التعليقات :